• محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب المقدس

     

    أخبرنا الله تعالى بأن اسم محمد صلى الله عليه وسلم موجود في الكتاب المقدس، فهل من إشارات لذلك؟....

     

    يقول تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) [الرعد: 43]. في هذه الآية إشارة إلى أن من عنده علم الكتب من اليهود والنصارى يعرفون أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول مرسل من الله، وقد ورد اسمه وصفته في كتبهم السابقة، ولكن كيف ذلك؟ 

     

    جاء في الإصحاح السادس عشر وعد بنبيّ كلامه أحسن الكلام: (كلامه أحسن الكلام، إنه محمد العظيم)، ولكن مفسري الكتاب المقدس قالوا إن كلمة (محمد) جاءت هنا صفة بمعنى (محمود) وليست اسماً لنبيّ!

     

     

     

    ولكن سبحان الله في نص آخر من الكتاب المقدس نجد خطاب الله لسيدنا موسى: (وأقيم لهم نبياً مثلَك)، فقالوا هذا النص يبشّر بقدوم المسيح، ولكن المسيح حسب زعمهم هو "إله" وليس نبياً!! إذاً هذا النص لا يقصد المسيح لأنه وُلد من غير أب، بينما سيدنا موسى ولد من أب، ولذلك فإن المنطق يفرض علينا أن نعتقد بأن هذا النص يتحدث عن محمد صلى الله عليه وسلم، فهو محمد وهو محمود وهو نبيّ! 

     

    وسبحان الله نرى التناقض في هذه التفاسير، فإذا كان المقصود هو المسيح، فلماذا يقولون هو "إله"؟ إن هذه النصوص تنطق بالحق وتشهد على صدق رسالة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.

     

    طالما نظرتُ إلى الكتاب المقدس على أنه كتاب محرَّف مئة بالمئة، ولا توجد فيه عبارة واحدة صحيحة! وعلى هذا الأساس كنتُ لا أقتنع بما يقوم به بعض العلماء من استدلال بالكتاب المقدس أو الاستشهاد بنصوصه، فإذا كان الكتاب محرَّفاً ما هي الفائدة من دراسته أو الاستشهاد به. 

     

    لقد حدّد لنا الله تعالى القاعدة التي نعرف بها أن هذا الكتاب محرف أم لا! فالقرآن يحدثنا عن حقيقة ألا وهي أن أي كتاب من صنع البشر لابد أن نجد فيه الاختلافات والتناقضات، ولذلك قال تعالى عن القرآن: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. فهذه الآية تقرر أن الكتاب الوحيد في الكون الذي لا يحوي أي تناقض هو القرآن، وأن جميع الكتب التي أنزلها الله تعالى مثل التوراة والإنجيل، جميعها أيضاً لا تحوي أي تناقض ولكن قبل أن يتم تحريفها، فهي اليوم محرفة ولذلك إذا بحثنا فيها وجدنا التناقضات واضحة جلية في كل نص من نصوصها.

     

    ولكن هل يمنع ذلك أن نجد في هذه الكتب المحرفة بعض الحق؟ وهل هي محرفة بالكامل أم لا يزال فيها بعض الإشارات التي بقيت لتؤكد صدق القرآن؟

     

    هذا ما تأكدتُ منه بالفعل عندما سمعتُ آية عظيمة من كتاب الله تعالى، وكأنني أسمعها للمرة الأولى، لنكتب النص كاملاً ونتأمل: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ * وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) [الأعراف: 156-159].

     

    الذي لفت انتباهي أن النص القرآني يتحدث عن سيدنا موسى عليه السلام، وكيف كانت قصته مع فرعون والسحرة ومن ثم كيف كانت قصته مع بني إسرائيل، وفي وسط هذا النص وبشكل مفاجئ يأتي ذكر النبي الأمي عليه الصلاة والسلام، ويأتي التأكيد الإلهي بأنهم سيجدون هذا النبي مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل أي الكتاب المقدس، والسؤال: ماذا يعني ذلك؟

     

    وهل هناك علاقة بين سيدنا موسى وسيدنا محمد؟ وهل بالفعل إذا فتشنا في الكتاب المقدس سوف نجد إشارة للنبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل هذه الإشارة موجودة اليوم على الرغم من تحريف هذا الكتاب؟

     

    عندما سمعتُ قوله تعالى: (الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ) أدركتُ أن كلام الله تعالى هو الحق، ومادام الله هو من أخبرنا بذلك فلا بد أن نجد إشارة في الكتاب المقدس باقية إلى يومنا هذا تثبت أن النبي محمد مكتوب في الكتاب المقدس، فالقرآن صالح لكل زمان ومكان وبما أن الله تعالى قال: (يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ) فلابد أن يجدونه بالفعل مكتوباً عندهم سواء في الماضي أو الحاضر.

     

    وهذا ما وجدتُه بالفعل بعدما قرأتُ الكتاب المقدس قراءة معمقة من جهة وقرأتُ ما كتبه بعض علماء المسلمين حول هذه الإشارات، وسوف أبث لكم أحبتي هذه الإشارات بشيء من التبسيط والتحليل العلمي، لندرك أن القرآن هو الحق وأن البشر مهما حاولوا تحريف الكتاب المقدس فسوف تبقى هذه الإشارات موجودة وشاهدة على صدق هذا النبي الأمي عليه الصلاة والسلام.

     

    إذا ما قرأنا التوراة المحرَّفة وتأملنا قصة نبينا موسى عليه السلام، فهل يمكن أن نجد في وسطها (كما في القرآن) إشارة مفاجئة لذكر نبي يأتي من بعد موسى؟ في سفر التثنية تُذكر قصة موسى عليه السلام، وأثناء هذه القصة يأتي بالفعل ذكر نبي سيأتي بعد موسى يكون مثل موسى، جاء في العهد القديم: (يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ. 16حَسَبَ كُلِّ مَا طَلَبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً: لاَ أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلاَ أَرَى هذِهِ النَّارَ الْعَظِيمَةَ أَيْضًا لِئَلاَّ أَمُوتَ. 17قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا. 18أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ لِكَلاَمِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ. 20وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ) [سفر التثنية، الإصحاح 18: 15-22].

     

    تأملوا معي أيها الأحبة كيف يأتي الحديث عن نبي بعد موسى، طبعاً هذا الكلام جاء على لسان موسى يبلغ قومه رسالة من الله، فيقول لهم (أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ) ومعنى هذا الكلام أن الله سيقيم نبياً بعد موسى يكون مثله ويجعل كلامه في فم هذا النبي، أي هذا النبي ينطق بكلام من عند الله، والسؤال: من هو هذا النبي الذي يشبه موسى، ويتكلم بكلام الله تعالى؟ لنعدد صفات هذا النبي كما جاءت في هذا النص التوراتي:

     

    1- هذا النبي هو من إخوة إسحق أي من نسل إسماعيل عليه السلام: (مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ) والمخاطب هنا بني إسرائيل، وإخوتهم هم بنو إسماعيل عليه السلام. وهذا دليل على أن النبي ينبغي أن يكون من بني إسماعيل.

     

    2- هذا النبي يجب أن يكون مثل موسى عليه السلام بدليل كلمة (مِثْلَكَ)، أي أنه نبي صاحب شريعة، وينزل الله عليه كتاباً.

     

    3- هذا النبي سوف يتكلم بكلام الله: (وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ).

     

    4- كل ما يتكلم به هذا النبي سيحدث، وإذا لم يحدث فهذا دليل على أن هذا النبي كاذب: (فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ)، أي أن الكلام الذي سيتحدث به هذا النبي إذا لم يحدث ويتحقق فهذا يدل على أنه ليس كلام الله تعالى.

     

    5- هذا النبي سوف يبلغ قومه كل ما يوحى إليه من وصايا وأحكام وتشريعات وقصص، ولن يكتم أي شيء أوصاه الله به: (فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ). 

     

    6- لقد ورد التأكيد على هذا النبي مرتين:

     

    - (يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي).

     

    - (أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ).

     

    وتأملوا التأكيد على أن هذا النبي سيكون من إخوة بني إسرائيل (مِنْ إِخْوَتِكَ، مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ) (أي أبناء إسماعيل)، وكذلك التأكيد على أن هذا النبي المنتظر سيكون مثل موسى (مِثْلِي، مِثْلَكَ).

     

    والسؤال الآن: من هو النبي المشار إليه في هذا النص؟ هل هو المسيح عليه السلام كما يدعون، أم هو محمد صلى الله عليه وسلم؟

     

    1- إن المسيح لا يشبه موسى في كثير من النواحي، فهو لم يأت بشريعة جديدة، بل جاء بالإنجيل الذي هو متمم للتوراة، وقد أكد المسيح على أنه لم يأت لينقض الناموس بل ليتمم (كما في الكتاب المقدس).

     

    2- المسيح ليس له أب بل نفخ الله من روحه في سيدتنا مريم عليها السلام، ولذلك فإن ولادة موسى وولادة المسيح مختلفتان تماماً.

     

    3- المسيح تكلم في المهد وموسى لم يتكلم، والمسيح كان يحيي الموتى ويشفي الأعمى والأبكم والأصم، أما موسى فقد كانت معجزته العصا.

     

    4- يدعي النصارى أن المسيح هو ابن الله، فكيف يكون شبيهاً من وجهة نظرهم بسيدنا موسى الذي يعتبرونه نبياً؟

     

    5- ثم إن المسيح عليه السلام لم يكن من بني إسماعيل، بل أرسله الله لبني إسرائيل، أما محمد فهو من نسل إسماعيل وأرسله الله للعرب وللناس كافة.

     

    6- محمد وموسى كلاهما تزوج وكلاهما رعى الغنم، وموسى أرسله الله لفرعون وقومه ومحمد أرسله الله لأبي لهب وقومه.

     

    7- موسى جاء بالتوراة ومحمد جاء بالقرآن.

     

    8- وأخيراً هناك فارق كبير جداً من وجهة نظر الكتاب المقدس، فالمسيح هو إله ولم يتزوج وليس له أب وقد صُلب وقام (كما يدعون)، أما موسى فهو ليس إلهاً وتزوج وله أب ولم يُصلب، إذن لو تعاملنا بهذا المنطق، أين وجه الشبه بين موسى والمسيح كما يدَّعون؟؟!

     

    ولذلك فإن قولهم إن النبي الذي أشار إليه النص التوراتي هو المسيح هذا القول لا يستند إلى أي دليل، بل هو مخالف للحقيقة. أما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان مثل موسى عليه السلام، فهو صاحب شريعة، وهو بلَّغنا كلام الله تعالى، وجاء بمعجزات، وكل ما تحدث به تحقق.

     

     

     

    جاء في الكتاب المقدس إشارة رائعة إلى نبي يشبه موسى يرسله الله لأبناء إسماعيل، ويتكلم بكلام الله: (أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ).

     

    وعلى سبيل المثال عندما كان محمد صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة وكان المسلمون في أضعف مراحل حياتهم، أخبرهم بأن الإسلام سينتشر في كل مكان فقال: (سيبلغ هذا الأمر – أي الإسلام - ما بلغ الليل والنهار)، والسؤال: هل تحقق هذا الكلام؟ هل انتشر الإسلام في كل مكان على وجه الأرض؟ تقول الإحصائيات الحديثة والموثوقة: إن الإسلام هو الدين الأكثر انتشاراً والأسرع نمواً على مستوى العالم، فهو الدين الوحيد الذي ينتشر في كل دول العالم، وسيكون الإسلام هو الدين الأول عام 2025 وتكون نسبة المسلمين في العالم بحدود30% بينما نسبة المسيحيين لن تتجاوز 25%. وذلك حسب المرجع البريطاني (Sato Tsugitaka, Muslim Societies, Routledge,UK, 2004).

     

    إن النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا برسالة من عند الله، وكل كلمة في القرآن هي كلام الله، فلنفرض أنه كان كاذباً، فهل يعقل أن تستمر دعوته وكذبه –حاش لله- أربعة عشر قرناً وينتشر دينه بهذا الشكل الكبير؟ هل هناك رجل في التاريخ كله افترى على الله كذباً وادعى أنه رسول من عند الله وجاء بكلام يدعي أنه من عند الله، هل يوجد مثل هذا الرجل في التاريخ تستمر دعوته، أم أن الله يظهر كذبه؟

     

    أليس الكتاب المقدس هو الذي يقول: (وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ)، هل مات النبي محمد وانتهى ذكره أم أن ذكره لا زال باقياً بعد وفاته إلى يوم القيامة؟ إذن منطق الكتاب المقدس يؤكد أن النبي الكاذب لن يستمر ولن تنتشر دعوته، وبما أن محمداً صلى الله عليه وسلم يعيش في قلب كل مسلم حتى يومنا هذا، فهذا دليل من الكتاب المقدس نفسه على صدق رسالة محمد إلى الناس جميعاً!

     

    وقد جاء هذا النبي بكلام مشابه من عند الله: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [الصف: 9]. والسؤال: هل ظهر دين الإسلام وانتشر وأصبح الديانة الأكثر انتشاراً في العالم أم لا؟ إذن كل ما حدَّث به النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم تحقق بالكامل، إذن حسب منطق الكتاب المقدس يمكننا القول وبثقة تامة إن النبي محمد هو النبي الذي أشار إليه الكتاب المقدس في النص السابق.

     

    ومن حكمة الله تعالى أن الذين حرفوا الكتاب المقدس لم ينتبهوا لهذه العبارة، ولم يدركوا الإشارة الخفية التي تحملها، ولذلك لم يخطر ببال أحدهم أن هذه الإشارة ستكون حجة عليهم واعترافاً منهم بأن محمداً رسول الله وهم لا يشعرون!!!

    وصدق الله عندما يقول: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ) [الأعراف: 157].

     

    Pin It

    votre commentaire
  •  

    شبهة: سجود الشمس تحت العرش

    نحاول الإجابة عن سؤال أو شبهة طالما رددها الملحدون في حديث النبي عليه الصلاة والسلام حول سجود الشمس تحت العرش، لنقرأ......



    إنها شبهة أثارها أعداء الإسلام بهدف التشكيك في صدق نبينا عليه الصلاة والسلام، فقالوا إن الشمس تجري بقوانين كونية محكمة، ومع أننا نراها تغرب وتتحرك إلا أن الحقيقة أن الأرض هي التي تدور حولها. لقد شككوا بصدق حديث النبي الأعظم عندما قال لأبي ذر حين غربت الشمس: (أتدري أين تذهب)، فيقول أبو ذر: الله ورسوله أعلم، فيقول الحبيب: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38]، والحديث رواه البخاري.

    إن المؤمن يؤمن بكل ما جاء عن الله وعن رسوله، وأول صفة للمتقين أوردها الله في كتابه هي: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [البقرة: 2]، فقد حدثنا الله عن كثير من الأشياء الغيبية مثل الجن والملائكة والقيامة والجنة والنار ومعجزات الأنبياء، وكل هذه الأشياء لا يوجد إثبات علمي ملموس عليها، فهل ننكرها كما يفعل الملحدون؟

    إن العلم لم يصل إلى نهايته، بل كلما كشف العلماء حقيقة علمية جديدة زاد إحساسهم بجهلهم أكثر وتبين لهم أن الكون أعقد مما كانوا يظنون، وقد يكشف العلماء حقائق حول سجود الشمس في المستقبل، وبالتالي نكون أمام دليل مادي ملموس على صدق قول النبي عليه الصلاة والسلام.

     

     

    لقد أراد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أن يذكرنا بأن هذه الشمس هي مخلوق من مخلوقات الله يسجد له ولا يعصي أمره، لقد صحح المعتقدات السائدة في زمنه حيث كان الناس يعتقدون أن الشمس هي إله فيسجدون لها. ولو كان النبي يريد الشهرة أو المال كما يدَّعون لكان الأجدر به أن يقرَّ قومه على شركهم وعقيدتهم الفاسدة في ألوهية الشمس، ولكنه رسول من عند الله.

    ولكن الحديث يؤكد على سجود الشمس وأنها تجري في فلكها وهي ساجدة لخالقها تعالى. ويمكننا أن نفهم هذه النقاط لنتمكن من فهم الحديث أكثر:

    1- إن كل شيء يسجد لله وبالتالي فإن الشمس تسجد لله في كل لحظة، وهذا لا يتناقض مع نص الحديث، بل إن النبي الأعظم عندما قال: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش) يعني أن الشمس في رحلتها تبقى ساجدة، فالعرش يحيط بالكون كله من جميع جوانبه، فأينما تكون الشمس فهي تحت العرش، وكل المخلوقات هي تحت العرش أيضاً!

    2- إن عمل الشمس الدائم في توليد الطاقة والحرارة هو امتثال لأمر الله وسجود له، والله تعالى يقول: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [الحج: 18].

    3- إن أفضل طريقة للرد على المشككين في مثل هذه الشبهات أن نزداد إيماناً ويقيناً وتمسكاً بهذا الدين، ولا نفسح مجالاً لهم أن يشككوا في ديننا الحنيف، فالله تعالى يريد أن يختبر إيماننا وصدقنا وثقتنا به، فالمؤمن لا يطلب الدليل الملموس على كل شيء، بل لسان حاله يقول: (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) [آل عمران: 7]. وليس ضرورياً أن نأتي بالدليل العلمي على كل شيء.

    فلو جاء ملحد وأنكر وجود الملائكة وطلب الدليل العلمي، فما هو العمل؟ ببساطة نقول إننا نؤمن بكل ما جاء في القرآن والسنة، فإذا كان هناك دليل علمي زادنا إيماناً وتسليماً، وإذا لم يوجد دليل علمي فهذا لن يؤثر في إيماننا. ولذلك فإن أول صفة للقرآن وردت هي (لَا رَيْبَ فِيهِ) وأول صفة للمتقين وردت هي (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) فتأملوا معي هاتين الصفتين:

    1- القرآن لا ريب فيه أي لا شك فيه.

    2- المتقون يؤمنون بالغيب أي بالأشياء غير الملموسة والتي لا يوجد عليها دليل مادي.

    ولكن الله تعالى أودع في كتابه الكثير من المعجزات العلمية لتثبتنا على الحق، وترك أشياء ليختبر صدق إيماننا، فلو قدم الله لنا الدليل المادي على كل شيء فما فائدة الإيمان إذاً، وكيف نتميز عن الملائكة أو عن الجمادات، فهذه لا تعصي أمر خالقها لأنها ليست مخيرة، ولكن الله أعطانا حرية الاختيار، ولذلك قال في أول سورة العنكبوت: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [العنكبوت: 1-6].

    ملاحظة:

    أرسل لي أحد الإخوة الأفاضل مقالة تفسر حديث النبي في سجود الشمس تحت العرش، ووجدتُ شيئاً مفيداً وهو أنه إذا جاء أحد الملحدين وذكر هذا الحديث وقال إنه يخالف العلم، نقول له: إن الحديث يحوي حقيقتين الأولى علمية والثانية غيبية!

    فقد اشتمل الحديث عن حقيقة علمية تؤكد بأن الشمس في رحلتها فإنها تسجد، وهذا ما نراه حولنا من نظام ودقة في عمل الشمس، لأن سجود الشمس ليس كسجود البشر، بل سجودها هو امتثالها لأمر الله وما أودعه فيها من قوانين كونية لا تحيد عنها.

    أما الحقيقة الثانية فهي حقيقة غيبية تؤكد سجود الشمس تحت العرش، والعرش هو أمر غيبي مجهول بالنسبة لنا، لا نعرف مكانه ولا طبيعة مادته ولا حجمه ولا شكله... ولذلك فإننا نرتكب خطأً عندما نفسر حقيقة غيبية بحقيقة علمية، ينبغي أن نميز بينهما، فنحن نعلم حجم الشمس ومادتها وآلية عملها وسرعة جريانها وغير ذلك بدقة تامة، أما ما يتعلق بالعرش فليس لدينا علم حوله، وبالتالي نقول إن هذا الحديث صحيح ونحن كمسلمين نؤمن به كإيماننا بالله تعالى.

    ملاحظة ثانية:

    هناك الكثير من الأمور التي تشتبه على بعض الناس، والملحدون يسعون دائماً للحديث عن المتشابهات في القرآن، يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 6- 7]، ولذلك يجب أن ننتبه من مثل هذه الأقاويل التي يسوقها المشككون حول كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلة والسلام، وأقول إن أفضل طريقة للرد على المشككين أن نظر لهم تمسكنا وإيماننا بالله تعالى وهذا أمر يجعلهم أكثر ضعفاً وارتباكاً.

    وقد علَّمنا الله دعاء عظيماً يمكن أن ندعو به عندما نجد أي شك أو ارتياب أو تساؤل لا نجد إجابة له، مثلاً إذا كان الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟ لماذا خلق الله البشر ثم يعذبهم؟ لماذا خلق الله الشر والمرض وجهنم... وغير ذلك من الأسئلة التي يسوقها الشيطان ليشككنا في ديننا. نقول: (آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)، ولذلك علمنا الله دعاء عظيماً وهو: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].

     

    Pin It

    votre commentaire
  • الخيط الأبيض والخيط الأسود

     

     

    فيما يلي صورة رائعة بالأقمار الاصطناعية يظهر فيها الليل والنهار، ونلاحظ وجود خيط دقيق يفصل بينهما، تماماً كما ذكر القرآن قبل 1400 سنة، فسبحان الله!....

     

    إن الذي يراقب الكرة الأرضية من الخارج ويرى سرعة دورانها وكيف يتداخل الليل والنهار يجد بأن أفضل وصف لهذا المشهد هو قول الله تعالى: (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)  [الحديد: 6]. ويقول أيضاً: (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) [فاطر: 13].

     

    منذ القديم ظن الإنسان أن الليل يخيم على الأرض بشكل كامل، لأنه ظن أن الأرض مسطحة، ثم يخيم النهار على الأرض بشكل كامل أيضاً. ولكن عندما جاء العصر الحديث تبين أن الأرض عبارة عن كرة تدور حول نفسها مما يسبب تعاقب الليل والنهار.

     

    وقد وصل العلماء إلى نتيجة وهي أن الليل يتداخل مع النهار بصورة معقدة جداً، وكذلك يتداخل النهار مع الليل، وبسبب دوران الأرض بسرعة ودوران جميع الأقمار الاصطناعية حولها فإنه يصعب التقاط صورة للأرض تكون فيها ثابتة لدراسة المنطقة التي تفصل الليل عن النهار.

     

    ولذلك فقد بدأ اهتمام العلماء بدراسة المنطقة التي تفصل الليل عن النهار، وبرزت فكرة عند أحد العلماء وهي كيف يمكن أن يكون شكل الأرض عندما ننظر إليها في نفس اللحظة عندما يتداخل الليل مع النهار؟

     

    إن الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية كانت غير محددة ولا تُظهر بوضوح هذه المنطقة، بسبب الغيوم الكثيفة وبسبب عدم دقة الكاميرات التي تعمل بالضوء العادي.

     

     

     

    هكذا يظهر الليل والنهار بالصور العادية، نلاحظ أن المنطقة الفاصلة غير مرئية جيداً، بسبب أنه لا يمكن للكاميرات التقاط صورة أدق من هذه.

     

    وهذا ما جعل العلماء يلجئون إلى التقاط عدد كبير من الصور وباستخدام عدة أقمار اصطناعية إذ أن قمراً واحداً لا يكفي، لأن المطلوب إظهار الكرة الأرضية بشكل كامل وواضح، وبعد ذلك قاموا بإدخال هذه الصور في الكمبيوتر ومن خلال برنامج معين قام الكمبيوتر بدمج هذه الصور بهدف إظهار الشكل الحقيقي للأرض في منطقة الليل والنهار، وكانت النتيجة أن هنالك منطقة ضيقة جداً تفصل الليل عن النهار، وقد رأى فيها العلماء وجود خط فاصل بين الليل والنهار، هذا الخط الدقيق لم يكن لأحد علم به قبل سنوات قليلة، ولكن الكمبيوتر أظهره لدى تركيبه مجموعة من الصور الملتقطة للكرة الأرضية في أوقات مختلفة من الليل والنهار. وذلك بعد إبعاد تأثير الغيوم وإدخال الصور الأكثر وضوحاً في الكمبيوتر، وإظهار الإضاءة الناتجة عن المدن في الليل وإظهار البحر واليابسة بوضوح.

     

     

     

    هذه الصورة الرائعة لم تلتقطها كاميرا عادية، إنما هي عبارة عن مجموعة من الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية، ثم تم تركيبها بشكل يشبه تماماً الواقع، فظهر مع العلماء وجود خط فاصل بين الليل والنهار. وقد تم التقاط هذه الصور من على ارتفاع أكثر من مئة ألف كيلو متر عن سطح الأرض.

     

    ويعتبر العلماء أن هذه الصورة من أروع الصور التي شاهدوها للأرض، ويؤكدون أن هنالك منطقة محددة تفصل الليل عن النهار، وهي منطقة يتداخل فيها كل من الليل والنهار بطريقة رائعة.

     

    هذا ما وصل إليه علم الفلك في العصر الحديث، فماذا قال القرآن عن هذه الحقائق منذ أكثر من أربعة عشر قرناً؟

     

    1- يقول تعالى مؤكداً وجود منطقة فاصلة ودقيقة على شكل خيطين أبيض وأسود: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة: 187]. إن هذه الآية تصف لنا بدقة تلك المنطقة الفاصلة بين الليل والنهار قبل أن نراها بالأقمار الاصطناعية والكمبيوتر!

     

    2- ويقول أيضاً واصفاً لنا العمليات التي تتم داخل هذه المنطقة: (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [الحديد: 6]. فكلمة (يولج) تعني يُدخل، أي أن الليل يدخل في النهار وبالعكس، وهذا ما يحدث تماماً في هذه المنطقة.

     

    حتى إن هذا الخيط يتحرك بسرعة وكأن الليل يلحق بالنهار ويطلبه بسرعة ولا يكاد يسبقه، وكأنه يلاحقه باستمرار لدى حركة الأرض ودورانها. وهنا يتجلى في وصف هذه الصورة قول الحق تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)  [الأعراف: 54].

    أخي القارئ! إنني لا أبالغ إذا قلت إن كل ما يكتشفه العلم حديثاً قد تحدث عنه القرآن، كيف لا وهو الكتاب الذي أنزل الله تبياناً لكل شيء، يقول تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89]. فسبحان الذي أخبرنا عن هذه الحقائق الكونية وجعلها براهين مادية ملموسة لكل من يشك في صدق القرآن، وصدق رسالة الإسلام.

     

    Pin It

    votre commentaire
  • الأرض تتكلم!

    هل تصدق عزيزي القارئ أن الأرض تبث ترددات صوتية بشكل دائم ولكننا لا نسمعها؟ هذا أحدث اكتشاف في علم الأرض، فماذا قال القرآن في ذلك؟...... 



    "الأرض تتكلم Earth Speaks " هذا عنوان وجدته على أحد المواقع العالمية (مجلة الاكتشاف) www.discovermagazine.com طبعاً يبدو هذا العنوان طبيعي جداً في مثل هذا العصر، لأن العلماء اكتشفوا أن كل شيء تقريباً في الكون يبث الترددات الصوتية.

    ولكن زمن نزول القرآن كان هذا الأمر مستغرباً، لأن الإنسان وقتها لم يكن يتصور بأن الأرض يمكن أن تصدر ذبذبات صوتية، إلا أن القرآن حدثنا عن مثل هذا الأمر في العديد من الآيات، والتي فسرها المفسرون بأن الله جعل في الأرض القدرة على الكلام فتكلمت. يقول تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11]. ويقول أيضاً عن فرعون وملئه بعد أن أغرقهم الله بكفرهم: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) [الدخان: 29].

    ولو رجعنا إلى أقوال المفسرين نجدهم لم يستغربوا هذا الأمر، بل آمنوا بكل ما جاء في كتاب الله تعالى، وقالوا: بأن الأرض تكلمت بصوت حقيقي، والسماء كذلك، وأن الأرض تبكي بكاء حقيقياً، وكذلك السماء.

    والعجيب أن أحد أهم مواقع الفضاء في العالم www.space.com نشر مقالة بعنوان "السماء تتكلم" وقد وجد البروفيسور مارك ويتل من جامعة فيرجينيا أن الكون في بداية خلقه أصدر ترددات صوتية بنتيجة التمدد المفاجئ للغاز الموجود وقتها، وهذا الاكتشاف حدثنا عنه القرآن كما في الآية السابقة: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11].

    إن الأمر لا يقتصر على كشف هذه الترددات الصوتية بل إن العلماء وجدوا أن هذه الترددات وهي في المجال دون الصوتي infrasound مهمة جداً ولها عمل حساس وهي نعمة من نعم المولى تبارك وتعالى!!

    فالأرض تصدر مثل هذه الذبذبات وهي في المجال أقل من 20 هرتز (أي أقل من 20 ذبذبة في الثانية)، قبل حدوث الزلازل والهزات الأرضية، وتصدر هذه الذبذبات أيضاً قبل حدوث البراكين، وكذلك قبل حدوث ظاهرة الأمواج الممتدة (تسونامي).

    فعندما ضرب التسونامي عام 2004 شواطئ إندونيسيا وذهب ضحيته مئات الآلاف، قبل هذه الحادثة بقليل هربت الكلاب من المنطقة وبدأت الفيلة في حديقة الحيوانات المجاورة تتذمر وتصرخ وترتجف، وفسر العلماء هذه الظاهرة بأن الحيوانات تسمع هذه الترددات وتخاف منها.

    فقد وجد العلماء أن الفيلة تتخاطب بالذبذبات تحت الصوتية أما الحيتان فتكلم أصدقاءها بهذه الذبذبات وتنتشر عبر الماء لآلاف الكيلومترات! والأغرب من ذلك أن الفيلة تسمع الترددات الصوتية المنخفضة والتي لا يسمعها الإنسان والتي تسبق العواصف، فتهرب منها! كذلك الانهيارات الجليدية العنيفة تسبقها ترددات صوتية منخفضة، وهذا ما يسعى العلماء لاستغلاله للتنبؤ المبكر بالزلازل والبراكين والكوارث الطبيعية.

     

    لقد سخر الله هذه الترددات الصوتية المنخفضة قبل حدوث البراكين أو الكوارث الطبيعية مثل الزلازل لتكون إنذاراً للحيوانات لتهرب من المنطقة التي سيضربها البركان، لقد زود الله تعالى الحيوانات بأجهزة تسمع هذه الترددات وتحللها، وتتخذ احتياطاتها، أما الإنسان (المتكبر!) فحتى هذا اليوم لم يتمكن من اختراع جهاز يمكنه من التنبؤ بهذه البراكين والزلازل، فسبحان الله!

    تأملوا معي كيف أن الله تعالى سخر كل شيء لخدمتنا! قال تبارك وتعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13]. فلك الحمد يا رب العالمين على هذه النعم، نسألك أن تنفعنا بهذا العلم إنك سميع قريب مجيب.

     

    Pin It

    votre commentaire
  • صور رائعة: الليل يغشى الشمس

    لنتأمل من خلال مجموعة من الصور كيف أن الليل أو الظلام يغشى الشمس من كل جانب، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بل وأقسم به: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) [الشمس: 4].....



    الشمس هي نجم مثله مثل ملايين النجوم المنتشرة في الكون الواسع، إنها مصنع نووي عملاً يبث الطاقة الحرارية، ويقول العلماء إن ما تبثّه الشمس في ثانية واحدة من الطاقة، لو قدّر له أن نستفيد منه استفادة كاملة فإنه يغذي أمريكا بالطاقة الكهربائية لمدة تسعة ملايين سنة قادمة!

    هذه الشمس هي آية من آيات الخالق تبارك وتعالى، حدثنا عنها في كتابه ووصفها بأنها سراج، وبالفعل فإن عملها يشبه السراج (المصباح) حيث تقوم بتفاعلات نووية اندماجية، أي تحرق الهيدروجين بطريقة الاندماج لتنتج عنصراً أثقل هو الهليوم. وهكذا تعمل منذ بلايين السنين دون توقف أو خلل.

    إن الذي ينظر إلى الشمس في وضح النهار لا يتوقع بأن هذه الشمس محاطة بالظلام من كل جانب!! لنتأمل هذه الصورة:

     

    هذا ما نراه من على سطح الأرض بالعين المجردة، ولكن العلماء عندما خرجوا خارج طبقة النهار الرقيقة، رأوا الشمس بشكل مختلف، وهذه هي الصورة التي التقطت بواسطة القمر الصناعي التابع لوكالة الفضاء الأمريكية NASA ، لنتأمل كيف بدأ الظلام يظهر تدريجياً ويحيط بالشمس من كل جانب.

     

    لاحظوا معي أن النهار هو مجرد طبقة رقيقة جداً (الغشاء الأزرق المحيط بالكرة الأرضية).

    الآن لنبتعد عن الأرض قليلاً ونبحر في الفضاء الخارجي بين الكواكب مبتعدين عن الشمس أيضاً، ماذا نشاهد؟ لنتأمل صورة الشمس من بعيد كما سجلتها مراصد وكالة ناسا:

     

    الشمس هنا هي ذاتها في الصورة الأولى وذاتها في الصورة الثانية، ولكننا نراها هنا من بعيد، يغشاها الظلام من كل جانب. طبعاً هذا المشهد لا يمكن لبشر أن يتصوره قديماً ويقرر بأن الليل أو الظلام يغشى الشمس أي يحيط بها. ولكن القرآن العظيم وصف لنا هذا المشهد قبل 1400 سنة، وذلك في قوله تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) [الشمس: 1-4].

    تأملوا معي هذه الآية: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) أي أن الليل وهو الظلام يغشى الشمس، ألا تلاحظون معي دقة ومطابقة هذا الوصف القرآني لما نراه اليوم بالتلسكوبات الفضائية؟!

     

    Pin It

    votre commentaire